أمُّ الشعراء


أمُّ الشُعَراء

عُجْ بِنا، يا سَعْدُ، نَنْشُدْ خبرا
ونُلَمْلِمْ من حِماهمْ أَثَرا

ونُقبِّلْ، يا خليلي، حَجَراً
مَسَّ منْ أقدامِهم أَوْ نَظَرا

عُجْ بقلبي ساعةً منْ زمَنٍ
واطْفِ وَجْداً في الفؤادِ اسْتَعَرا

واكْحُلِ الأَجْفانَ من آثارِهِم
ربّما ردّوا علينا البَصَرا

ما تَرى (يعقوبَ) أمسى مُبْصِراً
أيُّ سِرٍّ في القَمِيصِ اسْتَتَرا

أَلْقِ ما شئْتَ علينا منهمُ
كم طَوى ريحُ الحبيبِ الغُيَرا

فاشْفِ أَوْصابي بذاكي نَشْرِهم
ما أُحَيْلاهُ، طَوى أَوْ نَشَرا

* * *

(حلبُ الشهباءُ) مَهْوى مُهجَتي
علَّمَتْني الشِّعرَ أُمُّ الشُعَرا

أَرْضعتْني الحُبَّ، طِفلاً وفتًى
وحَبَتْني في شبابي دُرَرا

ورمَتْني بالنوى كهْلاً، فلم
يَبْقَ إلاّ أَنْ أَعُبَّ الذِكَرا

آلَ وِدّي، أَسْعِفوا صَبّاً شكا
وبكى وَجْداً فأبْكى الحَجَرا

ما أُحيْلى يومَ كنّا لُمَّةً
في الحِمَى واللحظُ كان السَكَرا

نَرْشُفُ التَرْياقَ من أَلْحاظِهم
يُذْهِبُ التَرْياقُ عنا الضَررا

مِنَّةٌ للدهرِ يبقى شُكرُها
دَيْدَني، طال المدى أو قَصُرا

وِدُّهُم دِيني، وأَقْصى مُنْيَتي
أَنْ أرى،لو في الكرى، ذا القمَرا

جارُكم، يا سادتي، ونَزيلُكم
يَرْتَجي منكم نَوالاً وقِرى

أَخَّرتْهُ رَحْلُهُ عن رَكبِكم
وتَلَهّى فأضاع العُمُرا

لا نَذيرُ الشيبِ أَنْهى لَهْوَه
لا ولم يُجْبرْ لَهُ ما انْكسَرا

أنتُمُ المِيزابُ رِفْداً للوَرى
كَفُّكم ما زالَ فينا خَضِرا

* * *

صَلِّ يا ربي على نورِ الهدى
ما جَرى نَجْمٌ بأُفقٍ أَوْ سَرى

أخواي الشيخ بكري حياني والمقرئ الحاج أحمد كراسي

صورة: ‏أمُّ الشُعَراء</p><p>عُجْ بِنا، يا سَعْدُ، نَنْشُدْ خبرا<br />ونُلَمْلِمْ من حِماهمْ أَثَرا</p><p>ونُقبِّلْ، يا خليلي، حَجَراً<br />مَسَّ منْ أقدامِهم أَوْ نَظَرا</p><p>عُجْ بقلبي ساعةً منْ زمَنٍ<br />واطْفِ وَجْداً في الفؤادِ اسْتَعَرا</p><p>واكْحُلِ الأَجْفانَ من آثارِهِم<br />ربّما ردّوا علينا البَصَرا</p><p>ما تَرى (( يعقوبَ ))أمسى مُبْصِراً<br />أيُّ سِرٍّ في القَمِيصِ اسْتَتَرا</p><p>أَلْقِ ما شئْتَ علينا منهمُ<br />كم طَوى ريحُ الحبيبِ الغُيَرا</p><p>فاشْفِ أَوْصابي بذاكي نَشْرِهم<br />ما أُحَيْلاهُ، طَوى أَوْ نَشَرا</p><p>* * *</p><p>(حلبُ الشهباءُ) مَهْوى مُهجَتي<br />علَّمَتْني الشِّعرَ أُمُّ الشُعَرا</p><p>أَرْضعتْني الحُبَّ، طِفلاً وفتًى<br />وحَبَتْني في شبابي دُرَرا</p><p>ورمَتْني بالنوى كهْلاً، فلم<br />يَبْقَ إلاّ أَنْ أَعُبَّ الذِكَرا</p><p>آلَ وِدّي، أَسْعِفوا صَبّاً شكا<br />وبكى وَجْداً فأبْكى الحَجَرا</p><p>ما أُحيْلى يومَ كنّا لُمَّةً<br />في الحِمَى واللحظُ كان السَكَرا</p><p>نَرْشُفُ التَرْياقَ من أَلْحاظِهم<br />يُذْهِبُ التَرْياقُ عنا الضَررا</p><p>مِنَّةٌ للدهرِ يبقى شُكرُها<br />دَيْدَني، طال المدى أو قَصُرا</p><p>وِدُّهُم دِيني، وأَقْصى مُنْيَتي<br />أَنْ أرى،لو في الكرى، ذا القمَرا</p><p>جارُكم، يا سادتي، ونَزيلُكم<br />يَرْتَجي منكم نَوالاً وقِرى</p><p>أَخَّرتْهُ رَحْلُهُ عن رَكبِكم<br />وتَلَهّى فأضاع العُمُرا</p><p>لا نَذيرُ الشيبِ أَنْهى لَهْوَه<br />لا ولم يُجْبرْ لَهُ ما انْكسَرا</p><p>أنتُمُ المِيزابُ رِفْداً للوَرى<br />كَفُّكم ما زالَ فينا خَضِرا</p><p>* * *</p><p>صَلِّ يا ربي على نورِ الهدى<br />ما جَرى نَجْمٌ بأُفقٍ أَوْ سَرى‏

Leave a comment

Follow الشاعر عبد القادر الأسود on WordPress.com